يحكي أن في يوم من الايام كانت هناك مجموعة من الارانب الصغيرة تعيش في احدي الغابات الخضراء الجميلة، وكان يسكن في هذه الغابة فيل ضخم يذهب كل يوم الي البحيرة حتي يشرب الماء، وكان خلال سيره يحطم منازل الارانب المسكينة باقدامه الكبيرة ويعتدي عليها ويسبب لها الخوف والفزع، وذات يوم قررت الارانب أن تجتمع معاً لتجد حلاً لهذه المشكلة وتحمي نفسها من عدوان هذا الفيل الضخم .
قال احد الارنب : إن الفيل كبير جداً ولديه خرطوم طويل واطراف غليظة، ونحن صغار وضعاف لا يمكننا مواجهته، ولذلك علينا ان نبحث لأنفسنا عن مكان آخر نعيش فيه ونسلم من عدوانه فرد عليه ارنب آخر قائلاً : لا يمكننا ان نهاجر من هنا، فهذه ارضنا ووطننا الذي نعيش فيه وقد بنيناه بجهد وتعب فعلينا ان نحافظ عليه ونحميه من المعتدين .
قدم ارنب آخر اقتراحاً قائلاً : يمكننا ان نقوم باختيار مجموعة منا تذهب الي الفيل حتي تستعطفه وترجوه أن يغير الطريق الذي يسلكه الي البحيرة حتي يكون بعيداً عن منازلنا ولا يسبب لنا مشاكل، فرد ارنب آخر قائلاً : إن الفيل قوي وعظيم ويمتلك سلطان ولن يستمع إلينا بالتأكيد ولن يستجيب الي مطلبنا، فقالت بعض الارانب : علينا ان نواجه هذا الفيل المعتدي فهو عدو غريب عن ارضنا وعليه أن يرحل منا، والفيل مهما زادت قوته وسلطانه لا يمكنه التغلب علينا فنحن جماعة وعلينا أن نحسن التفكير والتدبير للتمسك بارضنا وحمايتها .
ازدادت الحماسة والشغف بين الارنب فقال احدهم : الحل في الاصرار والوحدة لتحرير ارضنا من هذا العدو المخيف، فرد الجميع : وما هو الحل الآن ماذا سنفعل ؟ قال الارنب : علينا ان نقوم بحفر حفرة كبيرة في طريق الفيل، ونغطيها ببعض اوراق الشجر واغصانها حتي لا يراها الفيل ولا يدرك مكانها ، وبهذه الطريقة يسقط في الحفرة ويهلك ونتخلص من شره، وبالفعل اعجب الجميع بالفكرة وبدأوا في التعاون علي تنفيذها وهكذا تخلصوا من شر هذا الفيل المعتدي .