- Accueil
- Divertissements
- قصة الدجاجة وسنبلة القمح
بينما كانت الدجاجة كركر ، تنبش وتفتش ، وجدت حبة قمح ، وأعجبت بمنظرها الذهبي ، فأخذت على عاتقها زرعها وحصدها وطحنها وخبزها ، وهكذا ستحصل على وجبة لنهار كامل .
وبينما كانت تشق طريقها إلى الحقل القريب ، صادفت بطوط ، وقد أخذ الكسل منه مأخذه ، فاقترحت عليه أن يساعدها في المهمة ، الملقاة على عاتقها ، فأبى واستمر في كسله ، فلم يهبط من عزيمتها تكاسل بطوط ، وعن المضي قدماً لتحقيق ما تصبو إليه ، وأكملت طريقها .
وأثناء سيرها في الطريق ، قابلت الدجاجة كركر الكلب داني ، حيث كان منهمكاً في حفر حفرة ، يضع فيها عظمة ، لأيام الشدائد ، طلبت منه المساعدة ، فاعتذر لها لأنه ليس لديه متسعاً من الوقت ، فلم تبالي بما أبداه الكلب داني ، بل استمرت في طريقها .
وفي طريقها مرة أخرى ، وجدت أبناء بطوط ، يلعبون ويمرحون في الطريق ، فتوجهت إليهم طلباً للمساعدة ، ولكن أبناء بطوط استمروا باللعب .
فقامت الدجاجة كركر ، بحفر حفرة ، وزرعت بها حبة قمح ، ودثرتها بالتراب ، هطل المطر فرواها ، وبعد فترة بزغ ، نبتات يانعات ، وأخذت سيقانها تشتد وتقوى ، ومازال بطوط يستريح تحت الشمس ، وأبناؤه يلهون ويلعبون ، والكلب داني مع حفرته مشغول .
واقترب الصيف وارتفعت حرارة الجو ، واصفرت سنابل القمح وأثمرت حبات القمح ، وأصبحت جاهزة للحصاد فأخذت كركر المنجلة ، وبدأت تحصد سنابل القمح سنبلة سنبلة لوحدها ، جمعت الدجاجة كركر كل ما حصدته من سنابل القمح لدرسها ، وجمع حبات القمح صافية من دون القش لتتمكن من طحنها .
طلب المساعدة مرة أخرى :
وكما في المرات السابقة ، عولت كركر على مساعدة الجميع لها ، ولكن لا من مجيب ،
تكلمت الدجاجة كركر إلى أبناء بطوط بلطف هذه المرة ، ولكن لن يفيد هذا أيضًا ، بل لم يعيروها أى انتباه ، وانصرفوا يلهون مع الكلب داني ، ولم يهتموا بما تقوله كثيرًا .
حينها تراءت لها فكرة ، فاستقلت سيارتها ، وبرغبة قوية توجهت إلى مطحنة ، وادي التفاح لطحنها ، آملة هذه المرة ، أن يكون كل شيء قد يتم بدون مساعدتهم ، لأنها قد سئمت سوء معاملتهم لها ، فإن كل ما كانت الدجاجة كركر ، بحاجة إليه قد أنجزته لوحدها .
العودة إلى البيت :
ومع كل هذا عادت الدجاجة كركر ومرت ببطوط ، ربما يقوم من تلقاء نفسه ، بمبادرة يسهم من خلالها بعمل ما ، لكنها مرت به مرور الكرام ، ونظرت إلى أولاد بطوط ، وأدركت أنهم مازالوا يجهلون أن الحياة لم توهب لهم بغير التضحية والعمل والمثابرة ، وإن نهجوا نهج أبيهم ، فسوف يكون مستقبلهم ، شاقاً وقاسياً ومضنياً ، وفي نهاية المطاف وصلت الدجاجة كركر إلى بيتها.
وعندما وصلت الدجاجة كركر إلى بيتها ، أحضرت ماء وملح وخميرة ، وخلطت الماء بالطحين ، ورشفت رشفة ملح وخميرة عليها ، وبعد فترة حصلت على عجينة الخبز ، ووضعتها في مكان دفيء حتى تخمر ، ثم وضعت العجين في التنور وانتظرت بضع دقائق ، وما أن فاحت رائحة الخبز الطازج ، حتى أخرجته من التنور ، ووضعته على الشباك حتى يبرد قليلًا ، تناثرت رائحة الخبز الذكي ، كأوراق الخريف في أرجاء المعمورة .
وما أن شم كل من بطوط وأبناؤه ، والكلب داني الرائحة ، حتى فتحت شهيتهم ، وهرعوا مسرعين ركدًا إلى بيت الدجاجة كركر ، وطلبوا منها بعض من الطعام ، فذكرتهم الدجاجة كركر معاملتهم السيئة معها ، ولقنتهم درساً قاسيًا ، ولكن الدجاجة كركر كان من المعروف عنها طيبتها ، فقد أعطت لكل منهم قطعة صغيرة من الخبز لكي يتذوقوها .
المصدر موقع قصص