Conseils Petite Enfance

لماذا كان مراهق الأمس رجلاً، ومراهق اليوم حائرًا؟


Photo principal de l'article


كثيرًا ما نتساءل: لماذا كان الفتى في زمن الصحابة يخوض الحروب، ويقود الجيوش، ويُستشهد على ثغر؟ ولماذا أصبح مراهق اليوم تائهاً في لعبة، أو منشغلاً بمظهر، أو أسيرًا لشاشة هاتف؟

الإجابة باختصار: لأن الأمس لم يكن يُربي أطفالًا… بل كان يُنشئ رجالاً.
الطفل في ذلك الزمن كان يكبر على العبادة قبل اللعب، وعلى الفروسية قبل الترف، وعلى حفظ القرآن قبل حفظ كلمات الأغاني.
كان والده يُعلمه المهارات والاعتماد على النفس، وكانت أمه تُغرس فيه التقوى والحياء.
في بيته، يسمع عن الجهاد لا الشهرة، عن القدوة لا "الترند"، عن الاحترام لا الظهور.
كان يُسأل:
كم آية حفظت؟
كم حديثًا تعلمت؟
هل تحترم الكبير؟ هل تعطف على الصغير؟ هل ترحم الحيوان؟
وكانت قدوته رسول الله ﷺ، وصحابته الذين تربّوا بين يديه،
فنشأوا رجالًا، ثم ربّوا رجالًا مثلهم، لا عبر التنظير… بل بالقدوة.
---
واليوم… تغيّرت البداية، فضاعت النهايات
اليوم، بدل العصا التي كانت تُستخدم في التمرين على الفروسية،
أعطينا أبناءنا "الموبايل" ليتدرّبوا على إطلاق النار في "بابجي".
بدل أن نأخذهم إلى المسجد، يروننا ندخن، ونغضب، وننسى الصلوات.
اليوم، بدل أن تُعلّم الأم ابنتها كيف تُدير بيتًا، وكيف تمرض مريضًا، وكيف تصون نفسها،
صارت تجلس بجانبها في المقهى، تتصفح الصور… وتتعلم "الشو" بدل الحياء.
---
والبعض يقول: لم يكن هناك مراهقة في زمن النبي!
والحقيقة؟ لا، كانت هناك مراهقة… لكنها سارت على طريق الآباء والأمهات،
وسارت خلف قوافل من النور، لا خلف نجوم التيك توك والموضة.
اليوم، تُساق عقول أبنائنا بما يراه في الهاتف، لا بما يسمعه في البيت أو المسجد.
---
من المسؤول؟ نحن.
نحن من تغيّرنا ففقدنا هويتنا.
نحن من نقرأ القرآن في رمضان فقط.
نحن من نسينا أن نُصوم الإثنين والخميس، أو نصوم النوافل، أو نجعل لبيوتنا وردًا من الذكر.
نحن من نطلب من أولادنا الصلاح، ونحن لم نُقدّم القدوة.
فاقد الشيء لا يعطيه…
ومن أراد ابنًا صالحًا، فليبدأ من نفسه.
فلا قيمة لكثرة التوجيه إن لم يرَ فيك صلاةً، وصدقًا، وحياءً، ورجولة.
---
هذه رؤيتي، لا أقصد بها التعميم، فأعلم أن هناك من لا يزال ثابتًا، ولا زالت البيوت تضيء بالقرآن والسُنة،
لكنهم قِلّة… والقِلّة لا تُنكر، لكنها بحاجة أن يُكثَّر عددها.
 
مقال مقتطف من صفحة "معا لطفولة افضل"
بقلم لبنى ميرزا