Conseils Petite Enfance

فترة الامتحانات: بين قلق الأم وطمأنينة الإيمان


Photo principal de l'article


في كل بيتٍ مع قدوم فترة الامتحانات، تبدأ حالة من الاستنفار، ويتغيّر روتين الأسرة بالكامل. تظهر علامات القلق على الوجوه، وتزداد التوترات، وتُرفع سقوف التوقعات، لكن وسط كل هذا الضجيج، تظل الأم هي قلب البيت النابض، هي الحاضنة لهموم أبنائها، والحارسة لأحلامهم.
 
همّ الأمهات في زمن الامتحانات
في هذه الفترة، تتحول الأم إلى معلمة، ومشجعة، ومُخططة، وطاهية، وأحيانًا ممرضة. يرهقها السهر، ويقلقها التعب، وتثقلها المسؤولية، ولكنّها لا تشتكي. بل تحبس تعبها بين ضلوعها، وتركّز فقط على هدف واحد: أن يمر أولادها من هذه المرحلة بسلام ونجاح.
لكن كثيرًا ما تغفل الأم عن نفسها، وتُحمّل أبناءها فوق طاقتهم، بدافع الحب والخوف. فتكبر توقعاتها، وتضيق مساحة الخطأ، وتصبح الكلمة الطيبة قليلة، بينما التوجيه والضغط يكثران. وهنا، تبدأ القلوب الصغيرة بالارتباك، ويبدأ الخوف من الفشل يطغى على حب التعلّم، ويغيب الهدف الحقيقي من التعليم.
 
عزيزتي الأم، تذكّري...
أن قلبك هو المدرسة الأولى. إذا كان قلبك مطمئنًا بالإيمان، سيشعر أبناؤك بالأمان. إذا شعروا منك بالرضا مهما كانت النتيجة، سيبذلون جهدهم لأنهم يريدون إسعادك، لا لأنهم يخافون منك.
أنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. حين تزرعين في طفلك حب الاجتهاد، والنية الصادقة، والسعي دون تقاعس، فأنت تبنين له مستقبلًا يرضي الله قبل أن يُرضي البشر.
أنّ الدعاء هو سلاح المؤمن. ادعي لأولادك قبل كل امتحان:
"اللهم افتح على أبنائي فتوح العارفين، وعلّمهم ما جهلوا، وذكّرهم ما نَسُوا، واجعل النجاح حليفهم في الدنيا والآخرة."
 
كيف نُسند أبناءنا بطريقة تربوية وإنسانية؟
1. احتواء القلق لا زيادته: بدلًا من الضغط، تحدثي معهم بلطف، واسأليهم عن مخاوفهم، وطمئنيهم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
2. تنظيم الوقت بلا قسوة: اجلسي معهم لصياغة جدول مذاكرة متوازن فيه أوقات للراحة والنوم، لأن العقل المرهق لا يُنتج.
3. التشجيع بلا مقارنة: لا تقولي: "شوف ابن خالتك بيجيب كام!"، بل قولي: "أنا فخورة بك لأنك تحاول، والله يوفق من يتعب ويجتهد."
4. الاهتمام بالتغذية والنوم: الطعام الصحي والنوم الجيد أساس التركيز، فلا تهمليهم بدعوى ضيق الوقت.
5. الكلمة الطيبة صدقة: في وقت التوتر، الكلمة الطيبة تداوي. قولي: "أنا مؤمنة أنك تقدر"، "أهم حاجة أنك تعمل اللي عليك"، "ربنا معاك".
الإيمان مصدر الطمأنينة
حين يتحول بيتك إلى بيتٍ يذكر الله، يصبح قلبكِ مطمئنًا، ويشعر أبناؤك أن رزقهم بيد الله، وأنهم يسعون، ولكن التوفيق من عنده.
قال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه."
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز."
اغرسي في أبنائك أن الجدّ والسعي مطلوبان، ولكن النتيجة لا تحدد قيمتهم. ذكّريهم أن الله ينظر إلى قلوبهم ونيّاتهم قبل أوراقهم ودرجاتهم.
---
واخيرا:
فترة الامتحانات ليست اختبارًا للطلاب فقط، بل للأمهات أيضًا. هي فرصة لنبني الثقة، ونُعلّم الصبر، ونُرسّخ الإيمان، ونزرع الطمأنينة في قلوب صغيرة تخشى الفشل وتشتاق للنجاح.
كوني الأم التي تمسك بيد طفلها وتهمس له:
"افعل ما بوسعك، والباقي على الله، وأنا راضية بك في كل حال."
 
مقال مقتطف من صفحة "معا لطفولة افضل"