Comptines

قصة سيدنا يوسف -الجزء 2-


Photo principal de l'article


ولما بلغ يوسف مبلغ الشباب اتاه الله النبوة وازداد جمالا حتى اصبح اية في الجمال والحياء وحسن الاخلاق حتى ظنه من يراه انه من الملائكة.وظل يوسف في هذا القصر سنينا، لكن اهل مصر في ذلك الوقت لم يكونوا مؤمنين فارادوا من يوسف البعد عن دينه وسجنوه.

بقي يوسف في السجن سنوات عديدة مظلومًا مكسورًا، وقد اشتهر حينها بأنّه يستطيع تفسير الأحلام للناس، وهناك استطاع تفسير أحلام بعض أصحابه الذين كانوا مسجونين معه، والذين خرجوا فيما بعد، وبعد خروج أحد أصحابه من السجن، رأى ملك مصر في المنام أن سبع بقرات عجاف يأكلنَ سبعَ بقرات سمان، ورأى سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات، وطلب من الناس أن يفسروا له هذا الحلم، فأشار صاحب سيدنا يوسف على الملك أن يأتي بيوسف يفسر له الحلم.

فقال يوسف: تزرعون سبع سنين بجد واجتهاد، ثم ادخروا محاصيل زروعها كلها الا القليل الذي تاكلونه، لانه سوف ياتي بعد ذلك سبع سنين سينقطع فيها المطر وسيجف فيها الزرع ، ثم يأتي بعد ذلك عام سيكون فيه مطر كثير، ورخاء كبير. فرح الملك وقال ائتوني بيوسف وامر باخراجه من السجن، ودعاه ليعينه في حكم مصر.

وهكذا اصبح يوسف عزيزا لمصر وحفظ خزائنها وحكم فيها بالعدل.

وفي تلك الايام نقص الطعام عند إخوة يوسف فأصابهم الجوع فذهبوا إلى مصر ليجلبوا منها الطعام. فلما دخلوا مصر راهم يوسف فعرفهم وهم له منكرون.

فقال احدهم: يا ايها العزيز أصابنا الضر والجوع نحن واهلنا فتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين.

فقال لهم يوسف: هل تذكرون ما فعلتم بيوسف وأخيه؟

هنا توقف الاخوة وتساءلوا في دهشة: هل أنت يوسف اخونا حقا؟

رد يوسف بتواضع الأنبياء: نعم أنا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا.

فرح الاخوة بلقاء اخيهم الغائب، وقالوا: لقد فضلك الله علينا وجعلك ملكا ومن قبل هذا جعلك نبيا وكنا نحن الخاطئين فيما فعلناه بك.

واخبروه ان اباه قد فقد بصره من شدة بكائه حزنا عليه ، فأعطاهم ما يريدون من الطعام وقال لهم: اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبي فيعود إليه بصره، وأتوني بابي وامي واهليكم اجمعين.

وجاءت عائلة يوسف كلها ودخلوا مصر، ثم اجلس يوسف أبويه على العرش، فسجدوا جميعا شكرا لله وتحية ليوسف.

وقال يوسف: يا ابت هذا تاويل رؤياي التي رأيتها وانا صغير قد جعلها ربي حقا.

اما اخوة يوسف فقد اعتذروا الى أبيهم اخيهم يوسف: وقبل يوسف وابوه الاعتذار وسامحا الاخوة على خطاهم .وعاشوا في مصر امنين مطمئنين.

 

قصة مقتطفة من كتاب قصص الانبياء للشيخ امين الانصاري (بتصرف)