Comptines

بائع الحليب


Photo principal de l'article


كان يا ما كان في قديم الزمان ،كان هناك زوجان اسمهما جميل وجميلة ،كانا يعيشان بقرية صغيرة وكان جميل وزوجته يمتلكان حظيرة أبقار وكانا يعتنيان بالأبقار جيدا لهذا كانت الأبقار تنتج حليب عالي الجودة وهذا دفع كل من في القرية لشراء الحليب منه .وكان يربح جيدًا من بيع الحليب ورغم ذلك لم يكن سعيدًا فقد كان يحلم بشراء بيت كبير .
فقالت زوجته : لن يفيدك الطمع فنحن نربح كثيرًا وعلينا أن نسعد بما لدينا ونرضى .
فقال لها : كيف نسعد بكوخ صغير والحظيرة حولنا ورائحة الأبقار لا تحتمل .
كان القرويون دائمًا يمدحون جميل وحليب أبقاره ولكنه قرر بيع الأبقار فقال له أهل القرية أنها مصدر رزقك وعليك الاعتناء بها ،وأن طمعك لن يفيدك والأفضل أن تدرك ذلك سريعًا .ولكن كان جميل متعجلًا لزيادة دخله وأخذ يفكر في طريقة لذلك ،ففكر في البيع حتى في القرى المجاورة عوضا عن بيع الأبقار ،وأثناء سير جميل لبيع الحليب في قريته مر بجانب نهر فخطرت له فكرة وهو تحت سيطرة طمعه ،وقال ماذا لو أضفت بعض الماء للحليب ،هكذا سأربح وأجني المال ولن يلحظ أحد ذلك ، وسأبيعه للقرى الأخرى ،ولن يلحظوا أني أضفت الماء .
وفي صباح اليوم التالي ذهب للنهر وملأ نصف الزجاجات بالحليب والنصف الآخر بالماء .كالمعتاد اشترى القرويون الحليب منه ودفعوا له الثمن وبسبب الماء المضاف تبقى معه الكثير من الحليب فباعه في قرية مجاورة وفي المساء كان جميل سعيدًا وقال لو استمر الحال سوف أصبح غني قريبًا .
مرت الأيام وأصبح جميل أكثر ثراءا واشترى بيت كبير ، واعتاد على وضع الماء في الحليب وكلما زاد الطلب على الحليب زاد الماء بداخله ثم بدأ القرويون في الملاحظة وبدأ الحديث حول الحليب الجديد المخفف .
وأراد القرويون معرفة الحقيقة وهل جميل يغش في الحليب أم لا فاجتمعوا عند بيت جميل.
فقال لهم : ما الأمر؟
فقالوا : نشكو من الحليب فطعمه كالماء.
فقال لهم : لم يتغير ولكنكم لم تقدرون جودته فأنا أعمل بجد ليل نهار واشتروا من غيري إذا لم يعجبكم فلدي زبائن آخرين يحبون حليب ابقاري ،ودخل لمنزله وأغلق الباب بقوة .
خطط القرويون معًا لمعرفة الحقيقة وفي الصباح التالي سار كعادته نحو النهر ثم فتح أواني الحليب وملئها بالماء ولم يكن يعرف أن القرويون يراقبونه فعلموا بغشه لهم وقرروا أن  يُلقّنون جميل الطماع درسًا .
وفي اليوم التالي ذهبت زوجته للسوق لشراء الحبوب وفي المساء عاد من عمله وجلس ليتناول العشاء ، فقال لزوجته : ما هذا أطهوت أحجار ؟
فقالت زوجته : لا إنها حبوب .
فقال : كيف يجرئ البائع ليبيع أحجار صغيرة داخل الحبوب .
وفي الصباح ذهب جميل إلى البائع فقال للبائع : ما بعت لنا البارحة؟
فرد البائع : اشتروا من غيري إذا لم يعجبكم فانصرف جميل غاضبًا ..
وبعد قليل ذهب لشراء البيض اكتشف أن ثلاث بيضات كانوا أحجار فزاد غضبه وقال للبائع : ماذا بعت لي ؟ فقال له البائع : مثلما اشترينا منك حليبًا وليس به ماءً ،بعتك بيضات وليس بهم أحجار ، وأكمل قوله فلتشتري من غيري إذا لم يعجبك فانصرف جميل غاضبًا .
وفي اليوم التالي اشترى قميص حريري ونزل المطر في طريقه فبهت لون القميص ولما وصل للمنزل أدرك أن القميص ليس حريري واستمر الوضع عدة أيام ،كلما كان يشتري شيئًا يكتشف أنه شيء أخر وأنه مغشوش .
وكان جميل مشغول في التفكير في نفسه وأطماعه ولم يدرك أنه يفعل نفس الشيء مع الآخرين ومع الوقت بدأت القرى الأخرى في الشكوى وتوقف الجميع عن شراء الحليب من جميل وأخبره القرويون أن ما فعلوه معه قد سبقهم هو اليه.
فنذب حظه ونفذت نقوده مع مرور الوقت فلم يعد يشتري منه أحد وبدأ يبيع الأشياء التي اشتراها بنقود الحليب المغشوش وأصبح بائعًا فقيرًا .
وقالت له زوجته : أدركت الآن فعلتك ؟ فطمعك هو سبب فقرنا هذا فإن القناعة كنز لا يفنى يا جميل ..